background preloader

بنين وبنات

بنين وبنات
Related:  islam

مجلة فارس الغد للناشئة العالم المغامر بعد أن أتمَّ الإدريسيّ دراسته في سبْتةَ انتقل إلى قُرْطُبة حاضرة العلم والثَّقافة، وفي جامعها الكبير نهل من شتّى العلوم والمعارف، فمن حلقة الرّياضيات إلى حلقة الأدب فالفلك، ثمَّ حلقة الجغرافية الَّتي اهتمَّ بها اهتماماً كبيراً وقرأ معظم ما دُوّن في هذا العلم بتأنٍّ وتمحيص، واستطاع بفضل اطِّلاعه الواسع أن يبدعَ في هذا العلم ويتفوَّق على كلِّ من سبقه. في السّابعة عشر من عمره شدَّ الإدريسيّ رحالَه في أوَّل رحلة استكشافيّة، وتلتها رحلات عدّة زار فيها مدنَ الأندلس وقراها والمغربَ وبلاد البحر الأبيض المتوسِّط والمشرق العربيِّ وآسية الصغرى وعدداً من البلدان الأوربيّة ووصل إلى سواحل إنكلترة الغربيّة والبحر الأسود. كان قلم الإدريسيّ في رحلاته كآلة تصوير تلتقط كلَّ ما تشاهد، وتسجِّل كلَّ ما تسمع من القصص والأحاديث. كان الإدريسيُّ أوَّل من استخدم طريقة التَّرسيم أو ما يُسمّى الإسقاط الَّتي تقوم على تقاطع خطوط الطُّول والعرض وإسقاط المراد رسمه على لوحة الرَّسم وتطبيقها عمليّاً. وبذلك يكون قد سبق العالمَ (ميركا تور) في ابتكار طريقة الإسقاط بما يقارب 400 سنة.

:: Kids.jo :: دروس تعليمية موقع للاطفال يحتوي على اناشيد اسلامية و قرآن كريم  وبرامج للأطفال وعروض واختبار ذكاء و الوان وصور للتلوين و قصص وحكايات ودروس تعليمية ومعلومات عامة وصور للتعليقات واغاني للاطفال وألعاب متنوعة وعن ارشادات لصحة الطفل وعن الغذاء ال قصص | ألعاب | دروس | اختبارات | معلومات عامة | نكت | ألوان | صحة | اغاني | صور Stories | Games | Lessons | Exams | General info | Jokes | Paint | Health | Songs | Images مجلة فارس الغد للناشئة محاكمة طائر وسط ضوضاء الحضور وهمهماتهم، كانت مطرقة القاضي العادل سليمان بن أسود تطرق: دق..دق..سكوووت.. عباس بن فرناس بن ورداس التاكريني.. أنت متهم بالشعوذة والجهل، وبأنك تملك قوى شيطانية خارقة غريبة.. بدأت محاكمة عباس بن فرناس وبدأ توجيه الاتهامات له واحدة تلو الأخرى. قام أحدهم من بين الحضور يطل بضحكته المريبة الماكرة قائلاً: سيدي القاضي الجليل.. فقد رأيناه يطير كالنسر في سماء قرطبة من تل مرتفع في منطقة الرصافة لمسافات بعيدة، وقد جمع كل أهل البلدة ليشاهدوا ماسيفعل، ياويلي.. عادت مطرقة القاضي تطرق من جديد قائلة:.. فكر كيف يطير الطير في الهواء، وبالجاذبية التي تجذب الأجسام للأرض وبثقل الأجسام، كان يؤمن بأنه لاشيء مستحيل مادام أن الله قد ميز الإنسان بالعقل. وما يميز عباس بن فرناس أنه لم تقف عبقريته عند الدراسة النظرية بل قام بتطبيق نظرياته فقرر تقليد الطير في طيرانه فصنع لباساً من حرير مكسواً بريش النسور ومربوطاً بخيوط محكمة من الحرير، وعلق على ذراعيه جناحين ثم قام بالقفز من مكان مرتفع وحلق إلا أنه أخفق في الهبوط، فسقط وكسرت بعض فقرات مؤخرة ظهره. هدووووء.. ألم أقل لك إنه مخترع عبقري؟؟! حسناً..

مجلة فارس الغد للناشئة رسم طريقه في السّماء بين الشُّهب والنّجوم. لم يمنعه بردُ اللّيل وهياج الأمواج وشدّة العواصف من تحقيق أحلامه. أحكم قبضته على دفّة سفينته ومضى قدماً ليحلِّق بين النّجوم. هكذا كان ذلك الفتى المبدع. هو شهاب الدّين أحمد بن ماجد وُلد في مدينة جلفار في عمان... وذات يوم من أيّام شبابه كان يجوب البحار مع صحبه، فضلَّ طريقه حيث لا مأوى ولا مرشد أومعين وسط بحر مظلم متلاطم الأمواج، لم ينقذه وقتها إلاّ أرجوزةٌ ألَّفها والده جمع فيها علمه وتجرِبته فكانت خير إرث ورثه عن أبيه. كان ابن ماجد مغامراً كَلِفاً بارتياد الأماكن الجديدة مولعاً باكتشاف المجهول. أتقن علم الفلك والنُّجوم وتعرَّف إلى أسرار الأنواء وطبيعة البلدان، واطَّلع على علم الكائنات البحريّة والبريّة ودرس اللّغات ... زار بلاد الهند والشّام والزنج وفارس والحجاز واليمن وأندونيسيّة وجاوا... وضع في هذا الكتاب شروطَ البحّار النّاجح، وما يجب عليه أن يتقنه من علوم وفنون وما يجب أن يتحلّى به من صفات ومواهب. ألَّف العديد من الكتب والقصائد العلميّة، ومن أشهر اختراعاته تطويره للبوصلة.

مجلة فارس الغد للناشئة أسرة المدخرات إييييه يا زمن .. انظر يا بطروق إلى أمجاد أجدادك المدَّخرات (البطّاريات)، هل ترى هذه الصُّورة؟ لقد التقطتها وأنا داخل آلة تسجيل صغيرة، عندما كنت شابَّاً، كنت مدَّخرة جافّة أوّليّة أُستخدم لأغراض شتّى .. انظر كم كان جدُّك وسيماً يا ولد. كان الجدُّ يستعرض صور الأسرة أمام حفيده الصَّغير بطروق، ويسرد قصص شجرة أسرة المدّخرات وأمجادها، واختصاص كلِّ مدَّخرة منها بفخر واعتزاز. اعتدل الجدُّ في جلسته وأرجع جسده المكوَّن من علبة أسطوانية معدنية إلى الخلف ثمَّ تابع: وهذه الصُّورة يا بنيّ صورة جدِّك الأوّل الَّذي كان أوَّل مدَّخرة تُصنَّع في التَّاريخ، ورغم بساطة صنعه كان مشهوراً جدَّاً، وكان لاختراعه ضجَّة كبيرة، هل تعرف من اخترع جدّك الأوّل؟ أجاب بطروق: لا يا جدِّي؟ قال الجدّ: إنَّه العالم الإيطالي كونت أليسنادرو فولتا. قال الحفيد: جدِّي.. عشنا في المذياع والتّلفاز والسِّيارات وآلات التَّصوير والسَّاعات، وقد سافر بعض أفراد أسرتي في رحلة فضائيّة ليمدَّ السَّفينة الفضائيّة بالطَّاقة اللازمة، وبعضهم الآخر يصحب الغوّاصات في رحلاتها تحت الماء. قال بطروق: ماذا تقصد يا جدِّي؟

مجلة فارس الغد للناشئة فكّرَ في الطّبيعة ثانيةً فوجدَ حجرَ صوّانٍ، أخذَه، تأمّله، ثُمَّ عملَ على سَنِّهِ؛ ليصبحَ شبيهاً بالقلمِ, فقامَ بالنّقشِ والنّحتِ والتّصويرِ، وهذا ما عُرف لاحقاً باسم ِالكتابةِ التّصويريّةِ. ولكنَّها عمليّةٌ مضْنيةٌ وشاقّةٌ، فهل مِنْ طريقةٍ أخرى تخلِّصُه مِنْ صلابةِ تلكَ الحجارة؟ نعم.. هناكَ طريقةٌ أخرى، إنَّها الألواحُ الطّينيّةُ، فالنّقشُ عليها سهلٌ جدّاً وذلكَ بعودٍ من خشبِ الأشجارِ، ثُمَّ تعريضُها لأشعّة الشّمس الذّهبيّة، أو وضعُها في أفرانٍ خاصّةٍ حتّى تجِفَّ بفعلِ الحرارة، طريقةٌ لا بأسَ بها، وهي الّتي استخدمَها أجدادُنا السّومريّونَ في مُنتصف الألفِ الرّابعِ قبلَ الميلاد، والّتي عُرِفَت فيما بعدُ باسمِ الخطوطِ المسماريّة. وقدْ عُرِف عنِ الفراعنةِ أنَّهم كتبوا على الأحجارِ بأقلامٍ مصنوعةٍ من النُّحاسِ, ونقشوا بواسطته أدقَّ الصّوَرِ وأجملَها، فكانَت سِجِلَّ حضارتِهم بأكملِها. وفي العصورِ الوُسطى استخدمَ الإنسان ريشَ الطّيورِ ( كريشِ الإِوزِّ أو البجعِ أو الغرابِ) وظلَّت الرّيشةُ الأداةَ الأكثَر استخداماً وذلك لفترة لا بأسَ بها مِنَ الزّمنِ . الخليفةُ : يكونُ، إنْ شاءَ اللهُ.

مجلة فارس الغد للناشئة كريم و الغسالة ضحكت آلة الغسيل فاهتزّ جسمها المعدنيُّ الضَّخم وقالت: ما بالك؟! ألم تعرفني؟؟! أنا الغسّالة الَّتي أمضي وقتاًً طويلاً بالدّوران والتّنظيف لأساعد والدتك على تنظيف ثيابك المملوءة ببقع الطّعام والطّين، يبدو أنّك لا تنتبه لنظافة ثيابك. أطرق كريم رأسه خجلاً بينما أكملت الغسّالة: على كلّ حال احمد الله أنّك لا تعيش في العصور السّابقة لكي لا تضطرّ أمُّك إلى حمل ثيابك إلى النّهر لغسلها كما كانتِ النِّساء تفعل في العصور القديمة. أجابت الغسّالة: لا عليك يا صغيري فأنا سعيدة بحديث الذّكريات. كريم: وإلى متى بقيت النّسوة يستخدمن هذا الوعاء؟ مع تطوّر العلم أضيف إليه شفراتٌ معدنيّةٌ كبيرةٌ تدار بشكل يدويٍّ من الخارج وتوضع الملابس والصّابون في هذا الوعاء. ثمّ تبعه المهندس ناتانيال بريغس الَّذي مُنح براءة اختراع عام 1797 م. كريم: يا إلهي .. الغسّالة: وأكثر يا بُني بكثير، هل تعلم أنّني أنا آلة الغسيل الكهربائيّة لا أعرف من اخترعني بدقّة وذلك لأنّ شكلي حصيلة جهود وأفكار متنوّعة لعدّة مهندسين. قال كريم بحماسة: ليتني أعلم من اخترعك؛ فأنت اكتشاف رائع. كريم: أكملي أرجوك إنّ حديثك شائق جدّاً .

مجلة فارس الغد للناشئة بندول الساعة وفجأة وجدت دارينُ نفسها في مكان غريب نظرت دارين حولها فرأت الأرقام مبعثرة هنا وهناك، تُرى ما الأمر؟! إنَّها تسمع همساً بين الأرقام اختبأت خلف عقرب الدَّقائق المتوقِّف وأخذت تصغي باهتمام إلى حوار الأرقام الشَّائق. كان الرقم( 12) يرقص ويغنِّي: هيه .. قال الرقم (1) تعالَوا نلعبْ لعبتنا المفضّلة، لعبة السُّؤال والجواب الذَّكي. بدأ اللعبة الرقم (2): من هو مخترع زميلنا وحبيبنا نواس السَّاعة يارقممممم .. (1)؟ قفز الرَّقم واحد من مكانه وفتح يديه المختبئتين وقال: إنَّه ياأساتذة ياكرام ياسادة ياأرقام أشهر فلكيٍّ ورياضيٍّ في مِصْرَ في القرن الحادي عشر إنَّه أحمدُ بنُ يونسَ، والآن عليَّ أن أسأل بعد أن أجبت، السؤال هو: ماالَّذي يجعل النواس يتأرجح يمنة ويسرة.. أجاب الرقم (5) وهويهزُّ كرشه مستخفِّاً: ههه سؤال بسيط، الَّذي يرقِّص الرَّقاص هو الجاذبيّة الأرضيّة ودفعات مساعده( الشاكوش) الَّذي يعمل على دفعه بانتظام ممّا يجعل الرَّقاص يتأرجح باستمرار. والآن سؤالي يقول: لماذا تختلف مدّةُ تأرجح الرقاص أو النّواس إذا نقل من مكان إلى آخرَ يارقم .. قال الرقم( 9) لست مختبئاً والجواب بسيط: ممم ..ممم..

مجلة فارس الغد للناشئة الناعورة كانوا يقطنون هذه البلاد، قيل إنَّني وُلدت في القرن الثّاني الميلادي، وبعضهم يقول في القرن الخامس، وقد استدلّ العلماء على تاريخ ولادتي باللّوحة الفسيفسائيّة الَّتي وجدوها في شارع الأعمدة في مدينة آفاميا العريقة. العصفور: وماذا يعني اسمك؟ قالت النّاعورة مبتسمة: يُقال إنَّ اسمي (الدالوب) تبعاً لشكلي الدّائريِّ، وأُسمّى السَّاقية لأنني أسقي الحقول والبساتين، ويُقال إنَّني النّاعورة لما أصدره من أصوات لطالما تغنّى بها الشّعراءُ على مدى العصور. وقد ارتبط ذكر مدينة حماة باسمي فهي تُعرف بمدينة النّواعير. ممَّ صنعك الرُّومان؟ وكيف؟ سأل العصفور. الدّافق بالريش، فضلاً عن الصّناديق الَّتي تفيد في نقل الماء من النَّهر إلى السَّواقي المجاورة للنّهر، وهي مفيدة في رفع الماء من الأماكن المنخفضة إلى الأماكن المرتفعة، ويبلغ وزني ثلاثين طنّاً عندما أكون فارغة وهو يربو على خمسين طنّاً عند حمل الماء. العصفور: لذلك وضعوك في نهر العاصي ليتمكّن من تقديم مياهه للسّهول والبساتين والبيوت، الناعورة: أحسنتَ يا صغيري. عصى فلم يسقِ أرضاً من حدائقِهم إلاّ بحيلة وسواس النّواعيرِ

مجلة فارس الغد للناشئة أحلام بلون الشمس ماهو حلمك؟ وأين تجد المتعة والسَّعادة ؟ بالحصول على درّاجة جديدة؟ أم بممارسة ألعاب الحاسوب؟ أم بمتابعة برامج الأطفال؟ ربَّما بلعب الكرة مع الأصدقاء.. كثيرة جدّاً هي الأشياء الَّتي تجعلك سعيداً.. نعم كلُّها أمور رائعة. لكن كيف كان يحلم حسن وأين كان يجد المتعة والسَّعادة؟ عندما كان صغيراً في سنيِّ دراسته الأولى كانت سعادته في امتلاك مكتبة فيها قصصٌ وحكاياتٌ وأساطيرُ، وكان حسن يرى أنَّ من لا يستطيع قراءة تلك القصص والحكايات مسكين بائس لم يعرف للسعادة الحقيقية طعماً. أصبح يحبُّ قراءة كلِّ شيء كتب الأدب والتّاريخ والعلوم.. كان حسنُ يجلس مع أمِّه كلَّ مساء يتأمَّل النُّجوم ويتساءل: لماذا النُّجوم معلّقةٌ في السَّماء؟ .. دخل غرفته ذات يومٍ وأطال المُكوث فيها، ولم يخرج حتّى المساء وعندما خرج كان يحمل منطاداً ورقيّاً صغيراً من صنع يده وفي أسفله شمعةٌ متَّقدةٌ. بعد أن أنهى دراسته الإعداديّة والثّانويّة في بلده انتسب إلى الجامعة وكان من المتفوِّقين، ونال إعجاب زملائه ومدرِّسيه.

مجلة فارس الغد للناشئة برقوق يا برقوووق، أين أنت يا برقوقي؟ لقد مللتُ.. هل يجب عليَّ أن أقضي يومي لأبحث عن زوجي؟! لا بدَّ أنَّه على نافذة سلمى، آآآه.. ليته يترك عادة الثّرثرة. ماذا تفعل هنا يا برقوق؟ لقد تعبتُ من البحث عنك.. برقوقةُ.. كفاك كلاماً يا برقوق ودعني أكمل قراءتي أعاننا الله عليك(قالت سلمى). يعود تاريخ اختراع العدسة إلى 640 قبل الميلاد في الإمبراطوريّة الرُّومانيّة، عندما اكتشف أحد المزارعين أنَّ النَّار تشتعل في الأغصان الجافّة إذا تمَّ تركيز أشعّة الشَّمس عليها من خلال قطعة من الزُّجاج السَّميك و ... قفز برقوق مقاطعاً سلمى كعادته: لكنَّني رأيتُ في البرنامج الَّذي شاهدته في تلفازك أنَّ (الفايكنغ) هم الَّذين اكتشفوا ذلك. قوانينَ لحساب قطر العدسة وبُعدها البؤريِّ. ضحكت سلمى طويلاً وأجابت ضيفها الثّرثار: إنَّه البعد البؤريُّ وليس البئري يا برقوق، ليتك تكون هادئاً كزوجتك برقوقة وتتركني أشرح لك عن تكوين العدسة وآليّة عملها بهدوء. غطِّى برقوق وجهه بجناحه واعتذر من سلمى خجلاً: أنا آسف جدّاً يا أستاذتي، لن أقاطعك ثانيةً أعدك. إلى اللّقاء

مجلة فارس الغد للناشئة الحسن بن الهيثم جميلة هي ذكريات الطُّفولة والشّباب .. تمثل أمامي الآن كأنَّها صورة حيّة، فهذه سوق البَصْرَةِ تتعالى فيها أصوات الباعة وهذا مسجدها، مازلت أذكر شيخي الَّذي أخذت عنه العلم والمعرفة، كنت أُرهقه بعض الأحيان بأسئلتي، لكنّه كان يبتسم ويجيبني عنها ويشهد لي بالذَّكاء والنّباهة. تحضرني صورةُ الجبال القريبة من مدينتي الجميلة، وصورة البحيرة، آه .. دُهش أصدقائي عندما بدأت أعرّف لهم هذا الشّعاع وأشرح علاقته برؤيتنا للأشياءِ، أذكر أنَّني أحضرت يومها وعاءين أحدهما فارغ والآخرُ ممتلئ بالماء، وضعت في كلٍّ منهما عملة معدنيّة، وطلبت من أصدقائي النَّظر والتّدقيق، فقد كانتِ العملة المعدنيّة في الوعاء الممتلئ بالماء تبدو أقربَ من الَّتي في الوعاء الفارغ!! وبعد أن شعرت باقتناعهم بفكرتي قلت لهم: هل تعلمون أنَّ شعاع الضَّوء المنعكس من الأجسام يتجمّع في بؤرة العين ممّا يسبِّب رؤية الأجسامِ والأشياءِ، وبذلك تكون نظريّات الأوائل كإقليدس وبطليموس باطلة، فالعين لا تصدر أشعّة تسبّب الرّؤية، ولو كانت كذلك لاستطعنا الرؤية في الظَّلام. فالحمد لله الَّذي تركت بفضله علماً ينفع النّاس.

مجلة فارس الغد للناشئة لا أدري لماذا لا يحب أخي أيهم مادة الكيمياء إنها المادة المفضلة لدي فمنذ الدرس الأول لهذه المادة وأنا أقرأ كثيراً من الكتب والأبحاث وأمضي أوقاتاً رائعة في مختبر المدرسة بين أنابيب الاختبار وسوائلها الملونة ....أحلم دائماً بأن أصبح ماهراً في الكيمياء كشيخها الوقور الذي حدثنا عنه أستاذنا وشهدت له هذه الأنابيب والتجارب بالبراعة والعبقرية بلا منازع ولطالما أتعبت تلك الأنابيب بكثرة أسئلتي عنه لكنها لم تبخل بالرد وقصت علي قصة شغفه العجيب بعلمه وإخلاصه لصنعة الكيمياء التي نسبت إليه فسميت صنعة جابر . وقف جابر مع أبيه الصيدلاني في دكانه الصغير واستهوته طريقة صنع الأدوية التي كان الناس يستعملونها آنذاك وبدأ جابر بتعلم المهنة لكن خلاف أبيه مع الأمويين لم يمهله فغادر والده الكوفة هارباً لكنه عاد فيما بعد ليتابع تعليم ابنه وأذكر تماماً أول مرة أمسكني فيها من أذني وكاد يكسرني لكنني كنت سعيداً بذكائه وسرعة تعلمه. ولعلك ستسألني عن مؤلفات جابر وكتبه....

مجلة فارس الغد للناشئة النظارات الطبية تقدَّمت نحو باسل عدسة كبيرة ملوَّنة وقالت له: مرحباً بك يا عزيزي باسل في كوكبنا كوكب الزُّجاج.. اتّسعت عينا باسل من الدَّهشة وقال: كيف عرفت اسمي؟! وافق باسل على الرِّحلة وركب مع العدسة في قارب جميل، وبدأت تحكي عن الآنسة نظّارة قائلة: وُلدت النّظّارة بشكل يشبه شكلها الحالي على يد الإيطاليّ سالفينو دي آرمات عام 1284م، وقد ورد وصفها أيضاً في إحدى الكتابات الألمانيّة، لكنَّ الباحثين في كوكبكم يا باسل اختلفوا فيمن اخترع النّظّارات المستعملة في أيّامكم هذه، وقد قال لي بعضهم إنَّه الطَّبيب الإيطاليُّ فرانسيسكو ريدي عام 1676م، ضحك باسل وقال: كم هم محظوظون قبل هذا التَّاريخ! حوّلتِ العدسة سير القارب إلى بحيرة زاهية الألوان، وبدأت تشرح لباسل عن شكل النّظّارة: في البداية يا عزيزي كانت عدسات النّظّارة تثبّت بوساطة شريط يمرُّ خلف الرَّأس، ثمَّ توضع القبّعة حتّى تمنع انزلاق الشَّريط، لكنّها كانت طريقةً مزعجةً إضافة إلى شكلها المضحك، وظلَّ شكل النّظّارة وإطارها يتطوّر بمرور الزَّمن حتّى أصبحت بشكلها الأنيق المستعمل بين النّاس.

Related: